رأيته في احد الازقة باكياً

السلام عليكم

بينما كنت أسير في أحد شوارع مدينة برشلونة ، إذا بي أنحرف إلى أحد الأزقة المظلمة من غير قصد ، و بينما أنا أسير في ذلك الزقاق ، إذ اصطدمت قدماي بمتسول كان يجلس إلى جانب القمامة و كان يلوك بقايا الأطعمة في فمهه و قد حشر رأسه بين ركبتيه و إلى جانبه زجاجة خمر يبدو أنه أخرجها من القمامة ....
لم أتوقف كثيراً عند ذلك المتسول ... و هممت بالمسير إلا أن شيئاً لفت إنتباهي ... إلا أن لون ملابسه المغبرة التي بالكاد تعرفت على لونها ... قد لفت إنتباهي ...
لقد كان يرتدي قميص البلوغرانا في الموسم الذي فاز فيه برشلونة بالثنائية التاريخية ....
يالله ... حتى المتسولون يتابعون برشلونة .... فعلاً ليس مجرد ناد .... هكذا قلت في نفسي ...
هممت بالمسير مرة أخرى .... و لكن ... لم يكن هذا المتسول بالغريب ... شعرت بأنني أعرفه ... بل أعرفه كثيراً .... بالرغم من إخفائه لوجهه بين ركبتيه ......

قلت له ( بخجل ) : ممكن ترفع رأسك ؟
لم يرد ... و كأنه لا يسمع ما يقول ...
رددت عليه كلامي مرة أخرى ...... هل من الممكن أن ترفع رأسك ؟
لكن شيئاً من ذلك لم يحدث ...... و كأنه لم يكن يسمعني .....
إستجمعت ما بي من جرأة مددت يدي ... و رفعت له رأسه ..... يالله ... من ........
صحت بأعلى صوتي : روني ...............؟!؟!
و انفجر المتسول - أقصد روني - بالبكاء ، لعل صيحتي هذه ذكرته بصيحات الجماهير المشجعة ، لعل صيحتي هذه ذكرته بصيحات المعلقين و هم يتغنون بإسمه تغنياً ......
لعله تذكر حبيبته ( كتلونيا ) ......
قلت : أنت هنا يا روني ، العالم كله يبحث عنك ......
لم يجب روني و استمر بالبكاء .... مددت يدي إلى وجهه .... مسحت دموعه ... ليتني كنت أستطيع أن أمسح جراحه أيضاً و لكن اليد لا تمتد إلى القلوب ... إنما هي الكلمات التي تغزو القلوب و تضج بها الأفئدة ......
قلت : روني ، إهدأ و أخبرني ماذا حصل ؟
قال : آه يا عزيزي ، لقد خسرت كل شيء ، خسرت متعتي الحقيقية ( كرة القدم ) و ركضت خلف متعة زائفة
( السهر و اللهو ) ... لقد خسرت كل شيء ... كل شيء ... و أهم شيء خسرته ... كان حب كتلونيا لي ... لطالما عاهدتها بأن يبقى حبها خالداً في قلبي ...... و لكن .... و عاد روني للبكاء مجدداً ......
قلت : روني لا تكلمني بالألغاز و أعلمني بما حصل معك أرجوك .
قال : لقد تبعت طريق السهر و اللهو و الخمر و ... ، تغيبت غن التدريبات ، تغيبت عن زملائي ، لم أعد أحترم أحداً ...
لقد سمعتهم ذات يوم يقولون أنني النجم الأول في العالم ... فأعجبني مقالهم و سرت في ظل تلك الكلمة أخرق القوانين و أتبع شهوات النفس و نسيت أن النجوم في السماء تسقط و تختفي ... لقد تبعت الإعلانات ... و تبعت الأموال و الشهرة و الأضواء ...... لقد تخليت عن .... و غابت كلمات روني خلف ستار البكاء فلم أفهم إلا كلمة واحدة كان يرددها دائماً : (( كتلونيا )).

قلت : روني إهدأ ، فكتلونيا لا تزال تحبك .
قال : كيف تحبني و قد طلبت مني الرحيل .
قلت : إنه الجرح الذي أصاب قلبها جرّاء تخاذلك و ابتعادك عنها ... إنتظرتك في مواعيد عدة لكنك لم تحضر ، و كنت حين تحضر ، تحضر بالجسد و تغيب بالقلب بالعقل ... أتحب أن أذكرك ؟
أنتظرتك يوم لقاء الكلاسيكو عند شباك كاسياس فلم تحضر ، و انتظرتك يوم كذا و يوم كذا .... و ..... إنتظرتك كثيراً و لكنك خيبت أملها كثيراً ...
و عاد روني إلى البكاء نادماً حزيناً حسيراً على ما فعله بكتلونيا .... و لكنني قاطعته هذه المرة بحزم و قلت له :
إسمع يا روني : أنت من جرحتها و أنت من يداويها .

قال : كيف ذلك ، هل لي من عودة يا صديقي ؟

قلت : هات يدك يا روني و انفض الغبار عن قميص الموسم الذهبي ، وارتدي قميص كل موسم في وقته .... فلن ينفع أن تعيش على التاريخ أبداً ...... هات يدك و هي بنا نعود إلى المكان الذي لطالما لاقيت كتلونيا ... هات يدك و هي بنا إلى الكامب نو ......

أجابني روني : ...........................................................؟؟؟؟؟


روني = رونالدينيو

ننتظر الردود